الاكاديمية

الدين الفيدرالي Federal debt.. وما هي ميّزة سندات الخزينة لدى المستثمرين؟

ما هو الدين الفيدرالي Federal debt؟

الدين الفيدرالي Federal debt يعبر عن مقدار الأموال التي اقترضتها الحكومة الفيدرالية ولم يتم تسديدها حتى الآن. إذ إن الحكومة تدفع مقابل غالبية عملياتها عن طريق جمع الأموال من الضرائب، ولكن في الأوقات التي لا تكون فيها عائدات الضرائب كافية من أجل تغطية كل ما تريد الحكومة القيام به، فإن تقوم باقتراض باقي الأموال.

بذلك، يمكن تشبيه الأمر باقتراض عائلة لمبلغ معين شهرياً حتى تتمكن من دفع فواتيرها. عادة ما تقوم الحكومة باقتراض الأموال من خلال بيع الأوراق المالية والسندات وغيرها للمستثمرين، حيث دفع تلك الديون معدل الفائدة للمقرض. كما هو متوقع، فإن الدين الفيدرالي يرتفع بشكل كبير في أوقات النكبات مثل الحرب وغيرها، إذ تقوم الحكومة آنذاك باقتراض الكثير من الأموال من أجل تحقيق أهدافها.

إذاً باختصار، فإن الدين الفيدرالي Federal Debt أو ما يسمى الدين القومي أو الدين الحكومي أو حتى الدين العام إلى الالتزامات المستحقة للبلد، وفي الولايات المتحدة يشير هذا المصطلح إلى ما تدين به الحكومة الفيدرالية للدائنين، ويتضمن ذلك الديون التي تحتفظ بها الحكومة الفيدرالية والصناديق الاستئمانية العامة، وقد بلغ إجمالي الدين الفيدرالي للولايات المتحدة في 2022 حوالي 30.5 تريليون دولار.

ما هو الدين الفيدرالي Federal Debt؟

ما هو الدين الفيدرالي

عادة ما يتم النظر إلى الدين القومي محسوباً بالدولار على أنه أقل أهمية من نسبته إلى الناتج المحلي الإجمالي للدولة، أي نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي، ويعود ذلك إلى أن القاعدة الضريبية لبلد ما تنمو جنباً إلى جنب مع الاقتصاد الخاص بها، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الإيرادات التي يمكن للحكومة جمعها لخدمة الدين.

إقرا أيضاً: 3 أنواع تستخدم في إعادة تقييم العملة

إلى جانب ذلك، فإن النمو الاقتصادي يؤدي إلى زيادة الطلب على السندات الحكومية. كما أن الاقتراض العام يستوعب صافي مدخرات الشركات والأسر ويقوم بتلبية طلباتهم على الأصول الآمنة أو سندات الدين المتوقع أن تحتفظ بقيمتها بمرور الوقت.

في حال واجهت الحكومة الفيدرالية عجزاً ما، تقوم الوزارة المسؤولة عن خزينة الدولة باقتراض الأموال من أجل تعويض الفرق بين الإيرادات والإنفاق. بعد ذلك، في حال وجود فائض في الصناديق الخاصة، مثل صندوق ميديكير الاستئماني، فإن تلك الإيرادات الإضافية تقرض لبقية الحكومة الفيدرالية.

مفهوم الدين القومي باختصار

باختصار، فإن الدين الفيدرالي أو الدين الوطني هو المبلغ المالي الذي اقترضته الحكومة الفيدرالية من أجل تغطية الرصيد المستحق من النفقات المتكبدة بمرور الوقت. في سنة مالية معينة، وفي حال تجاوز الإنفاق الإيرادات، سيؤدي ذلك إلى حصول عجز ما في الميزانية، وحتى تتمكن الدولة من تجاوز هذا العجز، ستعمل الحكومة الفيدرالية على اقتراض الأموال من خلال بيع الأوراق المالية القابلة للتداول مثل الأذون وسندات الخزينة والأوراق النقدية وكذلك الأوراق المالية المحمية من التضخم وسندات الخزينة ذات الأسعار العائمة.

كذلك، يمكن القول أن الدين القومي هو تراكم هذا الاقتراض مع الفوائد المرتبطة به والمستحقة للمستثمرين الذين اشتروا هذه الأوراق المالية. وكون الحكومة الفيدرالية تعاني من حالات عجز متكرر، من الممكن أن تعتبر أن الدين القومي ينمو بشكل تلقائي. ببساطة، فإن الدين الفيدرالي يشبه شخصاً يستخدم بطاقة ائتمان للمشتريات ولا يسدد الرصيد الكامل بشكل شهري، بالتالي، فإن تكلفة المشتريات التي تتجاوز المبلغ المدفوع تمثل العجز، في حين أن العجز المتراكم بمرور الوقت يمثل الدين الإجمالي للفرد.

ما أسباب الدين الفيدرالي؟

اسباب الدين الفيدرالي

الدين الفيدرالي أو القومي ينتج بشكل عام عن الإنفاق الحكومي، إذ يتسبب هذا الإنفاق في حصول عجز في الميزانية، ولكن من الضروري أن يكون هناك مساعدة في توسيع الاقتصاد. يعرف هذا في الأساس بالسياسة المالية التوسعية، إذ تقوم الحكومة بتوسيع المعروض النقدي في الاقتصاد وتستخدم أدوات الميزانية، إما من أجل زيادة الإنفاق أو حتى خفض الضرائب، الأمر الذي يوفر للشركات والمستهلكين المزيد من الأموال للإنفاق، والذي بدوره يعزز النمو الاقتصادي على المدى القصير.

تدفع الحكومة الفيدرالية مقابل أشياء مثل معدات الرعاية الصحية والدفاع والبناء. حيث تتعاقد مع الشركات الخاصة التي تقوم بعد ذلك بتعيين موظفين جدد أو حتى تقوم الحكومة بتعيين الموظفين مباشرة، ثم قوم هؤلاء الموظفين بإنفاق رواتبهم على محلات البقالة والبنزين والملابس الجديدة، وبالتالي يمكن القول أن الإنفاق الاستهلاكي يعزز الاقتصاد، ولكن من أجل تعزيزه بشكل جيد، يجب على الحكومة إنفاق الأموال، الأمر الذي يزيد من الدين الوطني أو الفيدرالي.

كيف تقترض الحكومة الفيدرالية الأموال؟

إن الحكومة الفيدرالية بشكل عام تقترض الأموال من الأشخاص من خلال إصدار الأوراق المالية مثل السندات وغيرها عن طريق الوزارة المسؤولة عن الخزينة، حيث تعتبر سندات الخزينة هذه جذابة بشكل كبير للمستثمرين للأسباب التالية:

إقرا أيضاً: ما هو مفهوم الانكماش Deflation

  • تكون السندات مدعومة بشكل كامل بالولاء والإيمان بحكومة الولايات المتحدة الأمريكية.
  • يتم تقديمها في مجموعة واسعة من آجال الاستحقاق.
  • تكون معفاة من الضرائب المحلية والحكومية.
  • قابلة للتسويق في الغالب، الأمر الذي يعني أنه يمكن إعادة بيعها في السوق المالية (مع ذلك، هناك جزء صغير من السندات تكون غير قابلة للتسويق ولا يمكن إعادة بيعها، مثل سندات الادخار الأمريكية).

يمكن للمستثمرين تداول سندات الخزينة بكل سهولة وذلك لأن هناك الكثير من الأشخاص المهتمين بشرائها وبيعها في أي وقت. كما يكون المتداولون على استعداد لدفع المزيد مقابل هذه السيولة والأمان، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض تكاليف الاقتراض للحكومة.

كيف يؤثر الدين الفيدرالي على الاقتصاد؟

عندما يصل الدين الفيدرالي إلى سقف الدين، فإنه يعرض الأمة لخطر التخلف عن السداد. حيث يجب على الكونغرس تعليق أو رفع سقف الديون ليتمكنوا من منع ذلك، إلا أن هذا يعني أيضاً أن نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي تستمر في الزيادة إلى مستويات غير صحية.

يشعر المستثمرون بالقلق من التخلف عن السداد عندما تكون نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي أكبر من 77%. هذه هي نقطة التحول، وفقاً لدراسة أجراها البنك الدولي، والتي وجدت أنه إذا تجاوزت نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي 77% لفترة طويلة من الزمن، فإنها تبطئ النمو الاقتصادي. 

إن أسعار الفائدة المرتفعة تؤدي بشكل أساسي إلى إبطاء الاقتصاد، وذلك لأن الشركات تقترض أقل، كما أنها لا تمتلك الأموال اللازمة للتوسع وتوظيف عمال جدد، الأمر الذي من الممكن أن يقلل الطلب. نظراً لأن الناس ينفقون أموالاً أقل، فمن الممكن أن تخفض الشركات الأسعار، الأمر الذي يعني أنها تجني أموالأً أقل أيضاً. في حال حدث ذلك، سيكون هناك خطر لضرورة تسريح العمال، وكل تلك الأمور السابقة من الممكن أن تسبب ركوداً.

إن الدين الفيدرالي من الممكن أن يصبح في الواقع أزمة ديون سيادية في حال كانت الدولة غير قادرة على سداد تلك الديون أو خفضها من خلال سداد فواتيرها. أول علامة على ذلك هي في حال وجدت الدولة أنها لم تعد تستطيع أن تحصل على سعر فائدة مخفض من قبل المقرضين. إذ تخشى البنوك أن الدولة لن تتمكن من دفع تلك السندات، كما أنها تخشى أن تتخلف عن سداد الديون، إذ إنها تتطلب عوائد أعلى من أجل تعويض مخاطرها، وهذا يكلف البلاد أكثر حتى تتمكن من إعادة تمويل ديونها.

ahmad_mukry

متخصّص في الاقتصاد والأسواق المالية، التقنية والعملات الرقمية
زر الذهاب إلى الأعلى